خالدستار2002 مـديـر الــمـوقــع
عدد الرسائل : 69 العمر : 35 العمل/الترفيه : طالب المزاج : عالى حاصل على : ABO3GREASHA :
النشاط : تاريخ التسجيل : 15/05/2008
| موضوع: الاعمال الكاملة" لــــ.... محمــود درويــش الأربعاء مايو 28, 2008 9:06 pm | |
| [size=18] [size=29]محمود درويش
في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، عمل محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش. ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، أثناء قصف بيروت الوحشي، كان محمود درويش يعيش حياته الطبيعية، يخرج ويتنقل بين الناس تحت القصف، أسهم هذا القصف في تخليه عن بعض غموض شعره لينزل إلى مستوى أي قارئ، فأنتج قصيدته الطويلة الرائعة "مديح الظل العالي"، معتبرا إياها قصيدة تسجيلية ترسم الواقع الأليم، وتدين العالم العربي، بل الإنسانية كلها في عام 1993 وأثناء تواجده في تونس مع المجلس الوطني الفلسطيني، أُتيح لمحمود درويش أن يقرأ اتفاق أوسلو، واختلف مع ياسر عرفات لأول مرة حول هذا الاتفاق، فكان رفضه مدويا، وعندما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قدم استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني، وعاد درويش في يونيو 1994 إلى فلسطين، واختار الإقامة في رام الله وكان درويش قد شارك في الانتفاضة بكلماته التي لا يملك غيرها بديوان كتبه في أقل من شهر عندما كان محاصرا في رام الله، اللافت أن درويش لم يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون في أي قصيدة من قصائد الديوان. وقال درويش بشأن ذلك: إن شارون "لا يستحق قصيدة فهو يفسد اللغة.. هو متعطش للدماء ولديه حقد كبير, ولكن المشكلة في الدعم الأميركي الذي يمنحه بعد كل مجزرة وساما بأنه رجل سلام".
هذه نبذة عن حياة محمود درويش والآن اترككم مع أعماله
(أحـبك أكثر)تَكَبَّرْ…تَكَبَّر! فمهما يكن من جفاك ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك نسيمك عنبر وأرضك سكَّر وإني أحبك… أكثر يداك خمائلْ ولكنني لا أغني ككل البلابلْ فإن السلاسلْ تعلمني أن أقاتلْ أقاتل… أقاتل لأني أحبك أكثر! غنائي خناجر وردْ وصمتي طفولة رعد وزنبقة من دماء فؤادي، وأنت الثرى والسماء وقلبك أخضر…! وَجَزْرُ الهوى، فيك، مَدّ فكيف، إذن، لا أحبك أكثر وأنت، كما شاء لي حبنا أن أراك: نسيمك عنبر وأرضك سكَّر وقلبك أخضر…! وإنِّي طفل هواك على حضنك الحلو أنمو وأكبر!
(مديح الظل العالي) (1)
كم كنت وحدك يا ابن أمي
يا ابن أكثر من أبي
كم كنت وحدك
القمح مر في حقول الآخرين
والماء مالح
والغيم فولاذ
وهذا النجم جارح
وعليك أن تحيا
وأن تعطي مقابل حبة الزيتون جلدك
(2)
حطوك في حجر وقالوا: لا تسلم
رموك في بئر وقالوا: لا تسلم
وأطلت في حربك يا ابن أمي
ألف عام في النهار
فأنكروك لأنهم لا يعرفون
سوى الخطابة والفرار
هم يسلخون الآن جلدك
فاحذر ملامحهم وغمدك
كم كنت وحدك
(3)
بيروت.. لا
ظهري أمام البحر أسوار ولا
قد أخسر الدنيا.. نعم
قد أخسر الكلمات والذكرى
لكني أقول الآن: لا
هي آخر الطلقات: لا
هي ما تبقي من هؤلاء الأرضُ: لا
هي ما تبقى من نشيج الروح: لا
سقط القناع عن القناع عن القناع
سقط القناع
لا إخوة لك يا أخي
لا أصدقاء يا صديقي
لا قلاع
لا الماء عندك
لا الدواء، ولا السماء، ولا الدماء
ولا الشراء، ولا الأمام، ولا الوراء
حاصر حصارك.. لا مفر
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب عدوك.. لا مفر
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي
فأنت الآن حر
قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة
فاضرب بها
اضرب عدوك.. لا مفر
(4)
وأنا التوازن بين ما يجب
كنا هناك..
ومن هنا ستهاجر العرب
قصب هياكلنا وعروشنا قصب
في كل مئذنة حاو ومغتصب
يدعو لأندلس إن حوصرت حلب
وأنا التوازن
بين من جاءوا ومن ذهبوا
وأنا التوازن
بين من سُلبوا ومن سلبوا
وأنا التوازن
بين من صمدوا ومن هربوا
وأنا التوازن بين ما يجب
(5)
أهدي إلى جاري الجريدة
كي يفتش عن أقاربه
أعزيه غدا
أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية
يدخل الطيران أفكاري ويقصفها
فيقتل تسع عشرة طفلة
يتوقف العصفور عن إنشاده
والموت يأتينا بكل سلاحه
البري والجوي والبحري
ما زلت أحيا
ألف شكر للمصادفة السعيدة
يبذل الرؤساء جهدا عند أمريكا
لتفرج عن مياه الشرب
كيف سنغسل موتانا؟
(6)
ولا جديد لدى العروبة
بعد شهر
يلتقي كل الملوك بكل أنواع الملوك
من العقيد إلى الشهيد
ليبحثوا خطر اليهود
أما الآن
فالأحوال هادئة تماما مثلما كانت
وإن الموت يأتينا
بكل سلاحه الجوي والبري والبحري
مليون انفجار في المدينة
وأمريكا على الأسوار
تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي
أمريكا هي الطاعون
والطاعون أمريكا
نعسنا.. أيقظتنا الطائرات
وصوت أمريكا
وأمريكا لأمريكا
وهذا الأفق أسمنت لو حسن الجو
نفتح علبة السردين تقصفها المدافع
نحتمي بستارة الشباك.. تهتز البناية
تقفز الأبواب
أمريكا وراء الباب
نمشي في الشوارع باحثين عن السلامة
من سيدفننا إذا متنا؟
(بطاقـة هويـة) سجِّل! أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ سجِّلْ! أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟
سجل! أنا عربي أنا إسمٌ بلا لقبِ صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها يعيشُ بفورةِ الغضبِ جذوري... قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ وقبلَ تفتّحِ الحقبِ وقبلَ السّروِ والزيتونِ . وقبلَ ترعرعِ العشبِ أبي.. من أسرةِ المحراثِ لا من سادةٍ نجبِ وجدّي كانَ فلاحاً بلا حسبٍ.. ولا نسبِ! يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ وبيتي كوخُ ناطورٍ منَ الأعوادِ والقصبِ فهل ترضيكَ منزلتي؟ أنا إسمٌ بلا لقبِ! سجل! أنا عربي ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ولونُ العينِ.. بنيٌّ وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه وكفّي صلبةٌ كالصخرِ تخمشُ من يلامسَها وعنواني: أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ شوارعُها بلا أسماء وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ فهل تغضبْ؟
سجِّل أنا عربي سلبتَ كرومَ أجدادي وأرضاً كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي سوى هذي الصخورِ.. فهل ستأخذُها حكومتكمْ.. كما قيلا؟!! إذن! سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي
(الورد والقامـوس) وليكن. لا بد لي... لا بد للشاعر من نخب جديدْ وأناشيد جديده إنني أحمل مفتاح الأساطير وآثار العبيد وأنا أجتاز سرداباً من النسيان والفلفل، والصيف القديم وأرى التاريخ في هيئة شيخ، يلعب النرد ويمتصُّ النجوم
وليكن لا بدَّ لي أن أرفض الموت، وإن كانت أساطيري تموت إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء، وعن شعر جديد آه... هل أدركت قبل اليوم أن الحرف في القاموس، يا حبي، بليد كيف تحيا كل ُّهذي الكلمات! كيف تنمو؟... كيف تكبر؟ نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات واستعارات... وسُكَّر!
وليكن... لا بد لي أن أرفض الورد الذي يأتي من القاموس، أو ديوان شعر ينبت الورد على ساعد فلاّح، وفي قبضة عامل ينبت الورد على جرح مقاتل وعلى جبهة صخر
(العصافير تموت في الجليل) عصافير الجليل
نلتقي بعد قليل بعد عام بعد عامين
وجيلْ... ورَمَتْ في آلة التصوير عشرين حديقةْ وعصافيرَ الجليل.
ومضتْ تبحث، خلف البحر،
عن معنى جديد للحقيقة.
وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقةْ
وتمددتُ على الشاطئ
رملاً... ونخيلْ.
هِيَ لا تعرف-
يا ريتا! وهبناكِ أنا والموتُ
سِر الفرح الذابل في باب الجماركْ
وتجدَّدنا، أنا والموت،
في جبهتك الأولى
وفي شبّاك دارك.
وأنا والموت وجهان-
لماذا تهربين الآنَّ من وجهي لماذا تهربين؟
ولماذا تهربين الآن ممّا
يجعل القمح رموشَ الأرض، ممّا
يجعل البركان وجهاً آخراً للياسمين؟...
ولماذا تهربينْ ؟...
كان لا يتعبني في الليل إلا صمتها
حين يمتدُّ أمام الباب
كالشارع... كالحيِّ القديمْ
ليكن ما شئت - يا ريتا –
يكون الصمتُ فأساً أو براويز نجوم
أو مناخاً لمخاض الشجرةْ.
إنني أرتشف القُبلَة
من حدِّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزرةْ !...
سقطت كالوَرَق الزائد
أسرابُ العصافير
بآبار الزمنْ...
وأنا أنتشل الأجنحة الزرقاء
يا ريتا،
أنا شاهدةُ القبر الذي يكبرُ
يا ريتا،
أنا مَنْ تحفر الأغلالُ
في جلديَ
شكلاً للوطنْ...
(عاشق من فلسطين) عيونِك شوكةٌ في القلب
توجعني... وأعبدُها
وأحميها من الريحِ
وأُغمدها وراء الليل والأوجاع... أغمدها
فيشعل جُرحُها ضوءَ المصابيحِ
ويجعل حاضري غدُها
أعزَّ عليَّ من روحي
وأنسى، بعد حينٍ، في لقاء العين بالعينِ
بأنّا مرة كنّا، وراءَ الباب، إثنينِ!
كلامُكِ... كان أغنيهْ
وكنت أُحاول الإنشاد
ولكنَّ الشقاء أحاط بالشفة الربيعيَّة
كلامك، كالسنونو، طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا، وعتبتنا الخريفيَّه
وراءك، حيث شاء الشوقُ...
وانكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفينِ
ولملمنا شظايا الصوت...
لم نتقن سوى مرثيَّة الوطنِ!
سنزرعها معاً في صدر جيتارِ
وفق سطوح نكبتنا، سنعرفها
لأقمارٍ مشوَّهةٍٍ...وأحجارِ
ولكنّي نسيتُ... نسيتُ... يا مجهولةَ الصوتِ:
رحيلك أصدأ الجيتار... أم صمتي؟!
رأيتُك أمسِ في الميناءْ
مسافرة بلا أهل... بلا زادِ
ركضتُ إليكِ كالأيتامُ،
أسأل حكمة الأجداد:
لماذا تُسحبُ البيَّارة الخضراءْ
إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناءْ
وتبقى، رغم رحلتها
ورغم روائح الأملاح والأشواق،
تبقى دائماً خضراء؟
وأكتب في مفكرتي:
أُحبُّ البرتقال. وأكرهُ الميناء
وأَردف في مفكرتي:
على الميناء
وقفتُ. وكانت الدنيا عيونَ شتاءْ
وقشر البرتقال لنا. وخلفي كانت الصحراء!
رأيتُكِ في جبال الشوك
راعيةً بلا أغنام
مطارَدةً، وفي الأطلال...
وكنت حديقتي، وأنا غريب الدّار
أدقُّ الباب يا قلبي
على قلبي...
يقرم الباب والشبّاك والإسمنت والأحجار!
رأيتكِ في خوابي الماء والقمحِ
محطَّمةً. رأيتك في مقاهي الليل خادمةً
رأيتك في شعاع الدمع والجرحِ.
وأنتِ الرئة الأخرى بصدري...
أنتِ أنتِ الصوتُ في شفتي...
وأنتِ الماء، أنتِ النار!
رأيتكِ عند باب الكهف... عند النار
مُعَلَّقَةً على حبل الغسيل ثيابَ أيتامك
رأيتك في المواقد... في الشوارع...
في الزرائب... في دمِ الشمسِ
رأيتك في أغاني اليُتم والبؤسِ!
رأيتك ملء ملح البحر والرملِ
وكنتِ جميلة كالأرض... كالأطفال... كالفلِّ
وأُقسم:
من رموش العين سوف أُخيط منديلا
وأنقش فوقه شعراً لعينيكِ
وإسماً حين أسقيه فؤاداً ذاب ترتيلا...
يمدُّ عرائش الأيكِ...
سأكتب جملة أغلى من الشُهَدَاء والقُبَلِ:
"فلسطينيةً كانتِ. ولم تزلِ!"
فتحتُ الباب والشباك في ليل الأعاصيرِ
على قمرٍ تصلَّب في ليالينا
وقلتُ لليلتي: دوري!
وراء الليل والسورِ...
فلي وعد مع الكلمات والنورِ.
وأنتِ حديقتي العذراءُ...
ما دامت أغانينا
سيوفاً حين نشرعها
وأنتِ وفيَّة كالقمح...
ما دامت أغانينا
سماداً حين نزرعها
وأنت كنخلة في البال،
ما انكسرتْ لعاصفةٍ وحطّابِ
وما جزَّت ضفائرَها
وحوشُ البيد والغابِ...
ولكني أنا المنفيُّ خلف السور والبابِ
خُذينيَ تحت عينيكِ
خذيني، أينما كنتِ
خذيني، كيفما كنتِ
أردِّ إليَّ لون الوجه والبدنِ
وضوء القلب والعينِ
وملح الخبز واللحنِ
وطعم الأرض والوطنِ!
خُذيني تحت عينيكِ
خذيني لوحة زيتيَّةً في كوخ حسراتِ
خذيني آيةً من سفر مأساتي
خذيني لعبة... حجراً من البيت
ليذكر جيلُنا الآتي
مساربه إلى البيتِ!
فلسطينيةَ العينين والوشمِ
فلسطينية الإسمِ
فلسطينية الأحلام والهمِّ
فلسطينية المنديل والقدمَين والجسمِ
فلسطينية الكلمات والصمتِ
فلسنينية الصوتِ
فلسطينية الميلاد والموتِ
حملتُك في دفاتريَ القديمةِ
نار أشعاري
حملتُك زادَ أسفاري
وباسمك، صحتُ في الوديانْ:
خيولُ الروم!... أعرفها
وإن يتبدَّل الميدان!
خُذُوا حَذَراً...
من البرق الذي صكَّته أُغنيتي على الصوَّانْ
أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسانْ
أنا. ومحطِّم الأوثانْ.
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان!
وباسمك، صحت بالأعداءْ:
كلي لحمي إذا نمت ياديدانْ
فبيض النمل لا يلد النسور
وبيضةُُ الأفعى...
يخبىء قشرُها ثعبانْ!
خيول الروم... أعرفها
وأعرف قبلها أني
أنا زينُ الشباب، وفارس الفرسان
(إلى أمي) [size=21] أحنُّ إلى خبز أُمي
وقهوة أُمي
ولمسة أُمي..
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يومًا على صدر يومِ
وأعشَقُ عمرِي لأني
إذا مُتُّ،
أخجل من دمع أُمي!
خذيني، إذا عدتُ يومًا
وشاحًا لهُدْبِكْ
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبك
وشُدّي وثاقي ..
بخصلة شَعر ..
بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك ..
عساني أصيرُ إلهًا
إلهًا أصير ..
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقودًا بتنور ناركْ ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعُش انتظارِك
| |
|